الجمعة، مايو 20، 2011

أمطري أيتها السماء


















أمطري أيتها السماء ....






ها قد بدأ المطر بالهطول وخلف نافذة مكتب جلست أراقبه بشوق لأن أسير تحته دون توقف ودون أن أعرف إلى أين أمضي .

وهذا هي زخات المطر الجميلة وصوت الرعد المخيف، كل هذا كان كافيا ً لأن امسك بالقلم وأداعب المطر قليله بكلمات ٍ أظنها

 ستكون قليله بحقه فكم كنا نلعب ُ تحته سعيدين فرحين تتشابكُ أيادينا ً معا ً ونرقص ونحن نغني تلك الأغاني الجميلة، فهل يذكرون

 أم أنا وحدي التي أذكر ذلك؟
فكم تحته بكينا حينما تعانقنا عناقا ً حارا ًوتركنا أيدينا المتشابكة تفترق ولم نلتقي بعد ُ فهل يذكرون أم أنا وحدي التي أذكر!
آهـ أيها المطر كم أنني أحمل بين زخاتك حكايا جميلة ومؤلمة أيضا ،أيتها السماء أمطري ولكن لا تبكي ، فأنا نحب ُ المطر

ولا نحب ُ بكائك فلا تبكي وتقسو علينا وتمطري سيولا ً، بل أمطري ماءا ً حلو المذاق .

أيتها السماء أمطري! فإني مُذ كـُنتُ صغيره وأنا أراقب المطر خلف شباك ِ غرفتي الصغيرة وأعلم بأنه لا يأتي إلا بالخير

 فأمطري، ولتمطري خيراً لا شر..

أيتها السماء أمطري! فإني أؤمن بأن المطر يغسل ُ الأرض من دنس البشر فأمطري بقوه كي تطهريها وتعيد الحياة لهـا .
أمطري أيتها السماء الزرقاء الشامخة ُ بلا عمد .

أمطري أيتها السماء ُ الزرقاء ُ فأنك تُحيين قلوب قد ماتت منذ الأزل.

أمطري أيتها السماء ولا تتوقفي ، أخاف أن لا أحي حتى تمطري ثانية ً ولا أنعم بخيرك فأمطري من أجلي أيتها السماء .

أمطري ..

أروي قلوب المحبين العطشى بقاء أحبتهم ..

أروي قلوب الثائرين وأسقهم علهم يسكنون ..

أروي قلوب الحاقدين ونقها من حقدهم ..

أروي قلبي الهائم بقاء أبي وموطني وقربيني أليهم ُ..

أيتها السماء مع كُل قطرة أوصلي سلامي لهم ُ وقبلي جبينهم فإنني بشوق ٍ لهم ، ثم أشرقي بشمس صُبحِك الدافئ ُ

 ليتغلغل بين أضلع الفراق وتنكسر قيوده ويعود شمل ُ الأحبة من جديد، ثم أمطري وأمطري ولا تتوقفي ..







همسه : اشكر كل من سأل عني واعتذر لغيابي الطويل وأعدكم بأنني سأكون بالقرب منكم
ومدوناتكم الجميلة .. وهذه الخاطرة كتبت في شهر مارس عند هطول المطر