الجمعة، يونيو 01، 2012

{ في صمتهم حكمة لا نعيها نحن ُ الأبناء ..}



























في صمتهم حكمة لا نعيها نحن ُ الصغار ولكن  إذا سرقنا العمر كما سرقهم سنفهم لماذا في بعض الأحيان يكون الصمت ُجوابهم، وتكون نظراتهم الحانية بلسماً لجروحنا، ولمستهم على أكتافنا ماء ً باردا ً يغسل ُ همومنا. سنعي يوما ً لماذا الشيخ الكبير زينة المنزل، وفقدانه كفقدان أحد أعضائنا. سنعي يوماً أن الشيخ الكبير عمود البيت ومن دونه يسقط البناء ولو كان متينا ً، ولكن ما لا أعتقد أنني سأفهمه يوما ً حتى لو كنت ُ مكانهم فهو صعب ٌ أن يتخيله عقل ٌ بشري، لماذا في عالمنا نضعهم على الهامش؟ لماذا من هم أمثال عُمري يجحدونهم؟ لماذا يتجاهلون وجودهم في الحياة؟ أليس هذا الشيخ المسن هو الذي جعلك تُسند ُ كتفك على كتفه يوم أن كُنت صبيا ً؟ أليست هذه المرأة العجوز هي التي أهدتك شبابها حتى أصبحت شابا ً؟ لماذا حينما أضاعوا أعمارهم من أجلنا وأهدونا شبابهم لا نشعرهم  بالاحترام ونعاملهم كأنهم قطعة أثاث ٍ مركونة ٍ في زوايا هذا المنزل لا نكترث بهم أبداً. لا أريد الحديث عن عقوق الوالدين فله أهله، ولكني سأتحدث عنهم ، عن شمعة البيت،  عن نرو الحياة  وضياءه ، عن من كان حُبهم واجباً واحترامهم حقا ً، وشكرهم لازما ً، ومساعدتهم براً، سأتحدث عن من إذا غابوا أظلمت الدنيا بفراقهم ، من بفراقهم نضيع ببحر ٍ لُجي، من علمونا كيف تنبض قلوبنا ً حُبا ً، وكيف نرسم مستقبلنا دون أن نتخطى الحدود، من غرسوا فينا الأمل، والصدق حتى ابيّضَ شعرهم ، وأحدودب ظهرهم ، وضعف ُ بصرهم ، وتعبت أجسادهم ، فكان علينا أن نوقرهم ، أليس الحديث معهم ُ جميل؟ أليس الاستماع ُ إلى حكاياهم مُسـل  ٍ ً، أليسوا هم جنه ُ الدنيا والآخرة ، لطالما حينما كُنا صغار نركض ُ خلفهم ونختبئ ُ إذا خفنا من شيء ٍ أو من أحد فماذا تغير الآن؟ لطالما كنا نبكي إذا تركونا دون أن يُخبرونا فماذا حدث الآن و ما عُدنا نبكي لفراقهم؟ لطالما كنا نركض إليهم ولنستمع إلى قصصهم فما الذي غيرنا. أبعد أن كَبُرنا استغنينا عن خدماتِهم.  أبعد أن كَبُرنا جازيناهُم بهذا الشكل. أجزاء ُ الإحسـان إلا الإساءة. حقا ً ما زِلتُ لا أعي كيف لدينا قلوب ٌ جاحدة تنسى الجميل.  لا أعي حقاً كيف لدينا قلوب ٌ متحجرة لا يُحركها صوت ٌ  امرأة ٍ تأن تُنادي بك وأنت تُغلق الباب ثم لا تبرحُ أن تدعوا عليك بل تدعوا لك بالهداية.

 أو تبحث عن رضا  زوجة بغضب ٍ رب ٍ عليك ..

إنهم جنتُنا في الدُنيا فهل نترُكها تذهب ُ عنا؟

إنهم روحنا فهل  ستجِدُ روحا ً آخرى إذا غابوا؟

للكبار ِ السن صوت لن نجهله  وإن تجاهلنه ُ يوماً سنذكُره حينما نكون ُ مثلهم ..

فاستعد فكما تُدين ُ تدان ..

أماه ُ  .. أبتاهـ ُ عّذرا ً  كم قسونا .. كم ظلمناكم .. لم نُعركُم اهتماماً ..

اعذرونا لم نشأ يوماً أن نقوم َ بذلك .. اعذرونا .. اعذرونا ..