الأحد، أغسطس 15، 2010

نصف أنثى

نصف أنثى..!



ألم يكفهم أنني نصف أنثى ..!؟



فحبسوني .. بالسـلاسل قيدوني ..


ألم يكفهم أنني نصفُ أنثى بلا مأوى ..!؟ بلا أهلٍ..؟ بلا مالٍ


ألم يرحموا حالي..؟! وضعف حيلتي ..؟!


أما سمعوا حببينا المصطفى محمد حين قال " ألا واستوصوا بالنساء خير"


آآهــ إنني أنثى غربها الزمن ..


إنني أنثى أسقاها الزمن كأسا ً مُـرَ المذاق ..


نصفُ أنثى قصتي بدأت من هنـا وسأنيها مدى الحيـاة ..


قصتي في الكُتب ِ نُشـرت .. وفي الموسوعاتِ حُـفظت .. وفي الألواح ِ نُـقشت ..


لتبقى خـالدة مدى زمان .. ولتبقى للأجيـال رسالة ..


ولكل أنثى مثلي .. استعبدت .. أهينت.. عُـذبت .. أزهقت روحها من أجل حفنة مال ..


لتبقى لكل أنثى أرغمت عن تنازل عن أحقيتها بالحياة ظـُلما ً ..


مثالا ً لدفاع عن ذاتها أمام الجميع.. وبأعلى صوتها لتصرخ ولتقول


" أنا هنـا ولن تُـغلق َ الأبوابُ في وجهـي "


ولن يمنعني شيء ٌ من الدفاع عن حقي في الحيـاة..


وإن كُـنتُ أنثى .. وإن كُـنت ُ ما كُـنت سـأُدافع ..


سأصرخُ في وجه كل من قيدني بالسجون ..و أوصد الأبواب من خلفي ..


وسلب حُريتي ..قتل ملامح من وجي الجميل .. أسكت ضحكاتي البريئة ..


منعني من استنشاق هـواء الحرية النقي ..


سأقول لهم كفاكم لست إلا نصف أنثى رماها الزمن ..


لستُ إلا نصف أنثى .. أتركوني .. أتركوني .. أتركوني .. أرحلوا ..


أنني نصفُ أنثى عاجزة عن حل لُـغزي .. إنني نصفُ أنثى أعراني زماني ..


أتركوني في عُـزلتي .. سئمتُ الصراخ .. سئمت البكاء .. أعيدوا القيود إلى معصمي..


أسجنوني .. لن أناضل .. لن أقــاوم .. سأصمُت .. فلم يعُد الزمانُ زماني ..

الأحد، أغسطس 01، 2010

الصرخة الاخيرة..!

الصرخة الاخيرة..!







انتظرت ذلك اليوم بفارغ الصبر ..


انتظرته وأعدت له أيامـا ً وشهورا..


جلست تكفر فيه وكيف سيغدوا ذلك اليوم ..


كانت تقضي جل يومها غارقتاً بأحلام ٍ وأحلام ٍ وأحلام ، ربما تتلاشي ولكنها مازلت تفكر ..


أنكم سارحون الآن تفكرون أيضا مثلها تماما ً، وتقولون بماذا تفكر..!؟ وماذا هو ذلك اليوم ..!؟ ومن هي تلك الفتاة الغارقة في التفكير..!؟


أعلم بأن الأسئلة تدور في عش عقولكم ولكن تتمت القصة ستخبركم بكل شيء ..






الثالث من سبتمبر لعام 2010م هو يومها المنتظر، الذي تتمناه كل فتاة ٍ في مثل عمر (ملاك) اليوم الذي سترتدي فيه ذلك الفتسان الأبيض المرصع بالألماس الجميل ، الذي حلمت فيه كل يوم وهي تمشي أمام الناس وعيونهم تبرق ونظراتهم لا تبتعد عنها ، وأمها تقرأ المعوذات عليها لتحرسها وتحميها من عيونهم تلك التي كادت أن تأكلها ، أما هي خائفة دقات قلبها تسرع حتى تظن أن القلبها سيتوقف بعد ثوان ٍ قليلة ..






اختارات قاعة الحفل الفارهة جدا ً التي تتسع جميع من تحب ومن لا تحب ..


أعدت بطاقات الحفل، وكلما شعرت بأن الوقت يقترب زاد خوفها وسعادتها وطارت للأعلى ..


أعلى ..


أعلى ..


أعلى .. ماتتخيلووون...!!


طارت لمكان ٍ بعيد ٍ جدا ً ربما لبيتها الجديد .. وفكرت كيف سيبدوا .. وكيف سيكون ذلك الزوج المنتظر ، هل سيكون رومانسيا ً كما تتمنى وتريد وتأمل، أم قاسيا ً صلبا ً جافا ً كباقي الرجال..!؟


هل سيحبها كما تحبة ..!؟


ياترى ماذا سيهديها ..!؟


وردة حمراء .. لا لا أظن ذلك ..


عقدُ ألماس .. ربما فهو ميسور الحال..!!


سيارة ، هاتفا ً محمول..! ، آآه لا أعلم فقط تفكر ولا تكف من التفكير المجهد ..


صباح السبت نظرت للرزنامة على حين غفلة وإن تاريخ الثامن والعشرون من أغسطس وابتسمت تلك الابتسامة عريضة وقالت بينها وبين نفسها لم يبقى سوى أسبوع ٌ واحد .. واحمرت وجنتيها ...


ذهبت وجلست في شرفة غرفتها وقالت :ساودعك أيتها الشرفةُ الجميلة آملُ أن أجد شرفة ً مثلك هناك في بيتي الجديد ..


أعدت القهوه والأوراق و وضعت قائمة بكل شيء انتهت منه وماذا تبقى ..






الأربعاء الأول من سبتمبر.. ويومٌ واحد فقط يفصلنا عن ذلك اليوم الذي تتمناة ولم تذق طعما ً للنوم ِ أبدا ً..


الثاني من سبتمبر حفلُ عشاء ٍ بسيط بين الأهل والأقرباء فقط ..


الثالث من سبتمبر ..


وأخيرا ً جاء وحل ذلك اليوم .. اليوم الذي سهرت من أجله أياما ً، اليوم الذي فكرت فيه ساعات ٍ وساعات ..


ذهبت للمصففة الشعر من العاشرة صباحا ً لتعدها ذلك الإعداد الذي يليق بهذا اليوم المنتظر، في الجانب الآخر في قاعة الحفل الجميع يرقص على صوت الموسيقى ، العاشرة ودقيقتان ليلاً تصل ملاك العروس وتدخل القاعة والكل على نار ٍ مترقب ٌ لها ولرؤيتها كيف تبدوا ..


أمها .. أخواتها .. زميلاتها .. أقربائها .. الحضور ..


تدخل ملاك خائفة ومع كل خطوة تشعر بدقات قلبها مسرعه كاليوم الذي حلمت فيه دائما ، وفجأة سقطت أرضا ً وصرخة صرختها الأخيرة ، وانقطع النفس ، توقفت الموسيقى والآهازيج.. حالة من الذعر لا شعوري ، ولكنها صرخت ..
وحينما صرخت كانت صرختها الأخيرة..
وغادرت في ذلك اليوم ...!